الجمعة، 10 فبراير 2017
نشرة تربوية : الملاحظة الصفية الناجحة
أعدها المشرف التربوي : جمعان عبدالله الشهراني
تعتبر الملاحظة الصفية من أهم الأنشطة
والمهام الإشرافية، التي لا يستغنى عنها، والتي إذا أديت على وجهها الصحيح كان لها
أثر كبير وفاعل في تنمية المعلم وتفعيل دور المشرف. ومع ما لها من أهمية وأثر
إيجابي، إلا أنها إذا أسيء استخدامها أو كانت هي النشاط الإشرافي الوحيد أو أخذت
حيزا أكبر مما يجب فإنه يكون لها أثر عكسي على العملية الإشرافية.
فالملاحظة الصفية نشاط إشرافي يقوم
فيه المشرف (أو من يقوم مقامه كقائد المدرسة أو الزميل) بمراقبة ما يجري خلال
الدرس من نشاط وتسجيل معلومات عنه، أو هي عملية رصد وتسجيل معلومات عن أنشطة الفصل
الدراسي.
أهداف
الملاحظة الصفية :
الأهداف مهمة لنجاح أي عمل ، خاصة عمل المشرف
التربوي لأنه عمل متفرع وكثير المتطلبات . فالسير فيه دون تحديد أهداف واضحة
ودقيقة يزيد احتمال فشل العمل الإشرافي.
والمقصود من الملاحظة
الصفية تركيز انتباه المشرف على جانب واحد أو جوانب محددة من عملية التدريس، بدلا
من أن تكون العملية انطباعات عامة يأخذها المشرف من سير الدرس . ويجب أن لا يكون
الغرض من الملاحظة الصفية تتبع أخطاء المعلم أثناء الدرس ( وهذا ما يفعله بعض
المشرفين للأسف ) . بل الهدف الأساس للملاحظة هي جمع المعلومات عن سلوك المعلم
أثناء التدريس أو جوانب منه بقصد مساعدة المعلم على تنمية وتطوير نفسه، أو بقصد
تحديد مكامن الخلل في عملية التدريس. فمثلا إذا لاحظ المشرف انخفاضا في درجات
الطلاب مع أن المعلم جاد في أداء عمله فإن الملاحظة الصفية في الغالب ستبين مكامن
الخلل أو جوانب النقص التي أدت إلى هذا الضعف.
ويجب التنبه إلى أنه لكي تؤدي
الملاحظة الصفية هدفها التطويري هذا يجب أن يفصل بينها وبين عملية التقويم.
فالملاحظ أن أكثر المشرفين يلاحظ المعلم في الصف بقصد التقويم، وهذا قد يسوغ في
بعض الأحيان لكن يجب التفريق بين الملاحظة التي تكون للتقويم وبين الملاحظة التي
يقصد منها تحسين العملية التدريسية.
طرق الملاحظة الصفية :
1. الطريقة العامة:
وفيها يتم تسجيل كل سلوك
المعلم التدريسي. فليس القصد هنا ملاحظة جانب أو مهارة معينة، بل ملاحظة عامة
لسلوك المعلم. وهذا لا يعني أن المشرف يدخل الصف وليس هناك شيء في ذهنه ليلاحظه ،
بل الهدف هو الملاحظة العامة لما يدور في الصف لتشخيص السلوك الصفي من منظار أوسع
وأشمل. فيقوم المشرف بتسجيل الأحداث الرئيسة في الفصل ولا يهتم بدقائق الأمور التي
تحدث. وهذه الطريقة تستخدم عادة عندما لا يكون لدى المعلم صعوبات أو مشاكل تدريسية
محددة.
2-الطريقة
الخاصة:
قد يحتاج المشرف إلى التركيز على جانب تدريسي معين أو مهارة خاصة فيبحث عن معلومات
دقيقة ومفصلة عن ذلك الجانب أو تلك المهارة. ففي الطريقة الخاصة من الملاحظة يدخل
المشرف الفصل وفي ذهنه نقاط محددة يريد جمع معلومات مفصلة عنها. فقد يحتاج مثلا
إلى ملاحظة اسلوب المعلم أو مهارته في طرح الأسئلة على الطلاب أو طريقته في تقديم
المفردات الجديدة، أو توزيع نشاطات الصف التعليمية على الطلاب، ونحو ذلك.
وهذه الطريقة أسهل من الطريقة
الأولى،( العامة)، فالمشرف يركز اهتمامه على سلوك محدد أو جانب معين ويهتم بجمع
معلومات عنه. وبالتالي يمكن للمشرف أن يعطي المعلم معلومات مفصلة عن ذلك السلوك.
خطوات الملاحظة بشكل عام تمر عملية الملاحظة بالخطوات التالية:
تحديد هدف ( أو أهداف ) الملاحظة .:
ويتم ذلك بالإجابة على السؤالين: : ماذا
ألاحظه ؟ و لماذا ألاحظ؟ وهذه الخطوة مهمة جدا وأساس لنجاح عملية الملاحظة
وتوجيهها وجهة إيجابية.
التخطيط لعملية الملاحظة:
وذلك بوضع أو تحديد خطوات عملية
للقيام بعملية الملاحظة لتحقيق الأهداف المحددة.
وينبغي أن تجيب الخطة على الأسئلة التالية:
·
متى تبدأ عملية الملاحظة؟
·
كم ستستغرق؟
·
ما هي وسائل وأدوات الملاحظة التي ستستخدم؟
ويجب أن توضع أهداف الملاحظة وخطتها
بالتشاور مع المعلم.
1_ القيام بعملية
الملاحظة مع التقيد بالأهداف الموضوعة والسير على الخطة المرسومة.
2_تحليل المعلومات المجموعة أثناء الملاحظة،
وإعطاء تفسيرات لها بطريقة مشتركة بين المعلم والمشرف، واستخلاص النتائج من تلك
التحليلات واستخدامها في تطوير الأداء الصفي للمعلم.
أدوات الملاحظة الصفية:
يقصد بأدوات الملاحظة
الوسائل التي يستخدمها المعلم لتسجيل ما يدور في الصف . وهذه الأدوات عبارة عن ما
يكتبه المشرف من ملاحظات أو يرسمه من أشكال لإعطاء صورة عن السلوك الصفي للمعلم أو
للطلاب. وقد طور الباحثون أدوات كثيرة تتراوح بين الوسائل البسيطة التي لا تتعدى
التسجيل المباشر للملاحظات وبين الجداول المعقدة التي تحتاج إلى فك للرموز وتحليل
حتى تتبين نتائجها. وإلمام المشرف بعدد أكبر من تلك الآلات مفيد جدا في اختيار
الأداة الأنسب لهدف الملاحظة. فهناك أدوات لقياس التفاعل اللفظي بين المعلم
والطلاب، وأخرى لرصد طريقة استخدام المعلم لمساحات الصف أثناء التدريس، وثالثة
لتتبع توزيع المعلم للنشاطات التدريسية في الصف، وغير ذلك. وتركيز المشرف على
استخدام وسيلة واحدة في جميع الأوضاع يفقدها كثير من فائدتها، أو يجعلها عديمة
الفائدة بالكلية. يلاحظ أن كثير من تلك الأدوات قابلة للتعديل بما يناسب الأهداف
التي يضعها المشرف للملاحظة.
وبشكل عام فإن لاستخدام تلك الأدوات فائدتين:
1- تضييق نطاق
الملاحظة وتركيزه على جانب معين، دون الانشغال بالجوانب الأخرى.
2- تمكين المشرف من
تسجيل المعلومات بطريقة موضوعية كما هي في الفصل، دون الاعتماد على الرأي الشخصي.
وفيما يلي عرض لأهم تلك الأدوات:
أداة (فلاندرز) لتحليل التفاعل اللفظي
بين المعلم والطلاب في الصف سميت بذلك نسبة إلى واضعها (نيد فلاندرز). وفي هذه
الأداة يصنف سلوك التفاعل بين المعلم والتلميذ إلى عشر مجموعات. فأي تفاعل بين
الجانبين لا يخرج عن أحدى هذه المجموعات:









![]() |
فيقوم المشرف برصد سلوك المعلم
والتلاميذ ويسجل في جدول خاص نوع السلوك الذي يجري أمامه كل ثلاث ثواني أو كلما
تغير السلوك. وبهذا يصبح لديه رصد لكل التفاعل اللفظي الذي وقع بين المعلم
وتلاميذه. وبتحليل نتائج ذلك التسجيل يكون لدى المشرف والملم تصور عن وضع التفاعل
اللفظي في الفصل.
ميزة هذه الأداة أنها شاملة، فهي تكاد
تغطي كل جوانب التفاعل اللفظي بين المعلم والطلاب، إلا أن فيها شيء من
التعقيد وتحتاج إلى تدريب حتى تؤدى على الوجه المطلوب.
ويمكن وضع صورة مبسطة من تلك الأداة
وهي عبارة عن تسجيل ورصد السلوك اللفظي للمعلم. ويمكن استخدامها لرصد أي سلوك صفي.
توبيخ
|
توجيه
|
ثناء
|
إجابة
|
سؤال
|
إعطاء
معلومات
|
|||
|
|||||
|
|
||||
|
||||
||
|
||
|
|||
|
وبهذه الطريقة يمكن تحديد أنواع
السلوك التي يكثر منها المعلم أو التي يتجاهلها ويمكن تعديل هذه الأداة بجعلها
تحدد نوعية الأسئلة التي يطرحها المعلم ويمكن قياس هذا التفاعل بشكل تصويري حيث
يتم عرض توزيع ذلك التفاعل على الفصل والتلاميذ
قواعد عامة لنجاح الملاحظة الصفية
2_يجب أن يشترك
المعلم في جميع خطوات الترتيب للملاحظة الصفية.
3_. يجب
فصل الملاحظة الإشرافية التي يقصد منها تطوير الأداء عن الملاحظة التقويمية.
4_. يجب
أن لا تؤثر الملاحظة على الطلاب، بحيث تؤثر على انتباههم أو تشعرهم بالحرج.
5_يجب أن تؤثر
الملاحظة على سير الدرس، كأن يقوم المشرف بمقاطعة المعلم.
6_ عند تسجيل
الملاحظات يجب أن يبتعد المشرف عن تقييم السلوك أو الحكم عليه.
7_ يجب أن تكون
الملاحظة وسيلة لا غاية في ذاتها.
ادارة الصف . . ضمان توصيل المادة العلمية
الحمد لله رب
العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ،سيدنا ونبينا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين وبعد :
فإن إدارة الصف
فن لا يجيده غير الموهوبين من المعلمين ، تبرز فيه شخصية المعلم وتظهر قدرته في تطبيق الأساليب التربوية
الصحيحة
والإدارة فن يكتسب بالمران والتجربة غير أن لاستعداد المعلم دورا في إجادته وإتقانه ، إذ نرى عددا من المعلمين ممن أمضوا سنوات طويلة في عملية التعليم لا يزالون غير قادرين على إدارة صفوفهم بشكل صحيح "
والعجز في إدارة الصف يبدو في عدم استطاعة المعلم إثارة الرغبة في نفوس طلابه إلى الدرس الذي يلقيه ، وفي غفلته عن مراقبتهم ، وفي عدم اهتمامه بالنظام ، وعدم التزامه جانب العدالة في معاملة الجميع
إدارة الصف بين العصا ، و دفتر المتابعة هل هي مجدية ؟
يبدو أن المعلم في إتباعه مختلف وسائل الترهيب في ضبط التلاميذ حين يدخل الصف وفي يمناه العصا ، وتحت إبطه الأيسر دفتر الدرجات يكون قد وضع اللبنة الأولى في ذهن الطالب و الانطباع الخطير الخفي لدى الطالب بأن غاية التعليم هي نقل المعرفة و ليس حب المعرفة ، و الفرق بينهما كبير ، فالمعلم الناجح هو الذي يجعل من مادته أساس للانطلاق و الاستمرارية و ليس غايتها أن يحفظ و يجيد الطالب له ما أراد ، و بعدها فليحب المادة أو يكرهها " .ولكي يتمكن المعلم من إدارة صفه ، وضبط طلابه عليه أن يهتم بأمور يتوقف عليها نجاحه في هذا المسعى ، وإبداعه فيه ، ومن ذلك :
أولا : التخطيط للدرس
التهيؤ للدرس والإعداد له إعدادا ذهنيا قبل الوقوف أمام الطلاب أمر في غاية الأهمية ووسيلة من وسائل ضبط الصف ، لأن الفشل والإخفاق سيلازمان ـ لا محالة ـ المعلم الذي يدخل الصف قبل أن يتهيأ للموضوع الذي يروم تدريسه ، ونقصد بالفشل والإخفاق : تعثر أداء المعلم تعثرا يستلفت نظر الأذكياء من الطلاب إلى نواحي قصوره وضعفه ، كأن يغيب عن ذهنه بعض نقاط الموضوع ، أو أن يفتقد عنصر الإبداع ، أو عدم ربطه الأفكار ببعضها أو الإسهاب في عنصر على حساب آخر ليتفاجأ ـ أخيرا ـ بانتهاء زمن الحصة . ( حينما كنا طلاباً كان الكثير منا يتمنى أن يسمع جرس نهاية الحصة لدى المعلم الفلاني ، و لا نشعر بزمن الحصة مع المعلم الفلاني ، لماذا ؟)
ثانيا : توفير الجو المناسب للدرس :
جو الدرس يكاد يكون مقياسا لنجاح المعلم في إدارة صفه ، يظهر ذلك واضحا في إقبال الطلاب على الدرس ومتابعتهم للمعلم ، أو في انصرافهم وعصيانهم ، وفي ما يعلو وجوههم من طلاقة وبشر ، أو ما يغشاها من سأم وضجر . فحين يكون المعلم خفيف الظل حاضر الذهن نجد طلابه مندمجين بالدرس لا يشعرون بالوقت ، وإن يكن غير ذلك نجدهم خاملين منصرفين . وما على المعلم إذا أراد تهيئة جو مناسب لطلابه إلا أن يراعي نقاطا أهمها :
1- الحالة العامة للفصل :
من الضروري أن يلاحظ المعلم تهوية الفصل وإضاءته ونظافته ونظام المقاعد فيه مع بداية كل درس ، فكلما جادت حالة الفصل راق جوه وشجع على العمل ومن المستحسن أن يقوم المعلم نفسه ببعض هذه الأعمال ، كأن ينحني لرفع ورقة ملقاة لافتا نظر طلابه إلى ضرورة المحافظة على النظافة ، ضاربا لهم من نفسه أحسن الأمثال.
2-النظـام:
على المعلم أن يعود طلابه دخول الفصل والخروج منه بانتظام ، وطلب الإذن قبل الكلام ، وعدم السماح بالحديث لأكثر من شخص في وقت واحد ، وجمع الدفاتر وتوزيعها بهدوء ...إلخ " ولا يعني اهتمامنا بهذه المهارة أن نطالب بأن يصمت جميع الطلاب مركزين أعينهم على وجه المعلم ، لكننا نقصد أن يهيأ المعلم الجو المناسب للموقف التدريسي ، فيوفر الهدوء والانتباه عندما يتكلم ، ويوفرهما ـ أيضا ـ عندما يتكلم أحد الطلاب بإذن منه ، بينما يستمع الآخرون.
ا لمعلم التربوي هو المعلم الذي يترقب الطلاب دخوله ، و مدرس المادة هو الذي يتمنى الطلاب خروجه .
3- البشـاشـة .
من المسلم به أن طلاقة المحيا لها أثر لا ينكر في استهواء النفوس واجتذاب العقول والقلوب ، فوجه الإنسان يترجم مشاعره وأفكاره " فعلى المعلم أن يعير البشاشة كل أهمية واعتبار ، فيدخل الصف منشرح الصدر بادي النشاط ، يكلم طلابه بلطف ويحاورهم بأدب ، معمما الهدوء والطمأنينة ، ومبعدا كل ما من شأنه إثارة الخوف والاضطراب ، كي يقبلوا على الدرس بشوق ويتمكنوا من تلقي ما يدور في الصف .
4- التشـويق :
عامل التشويق يضفي على الصف البهاء والفعالية ، فيزيد تعلق الطلاب بالدرس ، ويزيد رغبة المعلم في التدريس ، إضافة إلى أن درجة التعلم تتوقف على قوة هذا العامل . ولإثارة عامل التشويق في نفوس الطلاب طرائق شتى ، منها :
استخدام وسائل الإيضاح ،وتقسيم الطلاب إلى مجموعات متنافسة ،وإرسال الطرفة المستملحة والنكتة المهذبة في حينها ،وإلقاء الطلاب للموضوع إلقاء يجسد المعنى ، وتمثيل بعض الفقرات كأن يكون أحد الطلاب دائنا والآخر مدينا ، أو يكون أحدهم مأذونا والثاني زوجا والثالث ولي أمر
ثالثا : ضبط الطلاب :
قدرة المعلم على إدارة الصف تبرز من خلال سيطرته على الطلاب ، حيث تبين مدى تأثير شخصيته في الهيمنة على الدرس " وقد دل الاختبار على أن قسما كبيرا من المعلمين يخفق في حياته التعليمية من جراء عجزه عن إدارة صفه وحفظ النظام فيه، وأثبت البحث العلمي أن هذه المقدرة أهم عامل في نجاح المعلم .
والإدارة فن يكتسب بالمران والتجربة غير أن لاستعداد المعلم دورا في إجادته وإتقانه ، إذ نرى عددا من المعلمين ممن أمضوا سنوات طويلة في عملية التعليم لا يزالون غير قادرين على إدارة صفوفهم بشكل صحيح "
والعجز في إدارة الصف يبدو في عدم استطاعة المعلم إثارة الرغبة في نفوس طلابه إلى الدرس الذي يلقيه ، وفي غفلته عن مراقبتهم ، وفي عدم اهتمامه بالنظام ، وعدم التزامه جانب العدالة في معاملة الجميع
إدارة الصف بين العصا ، و دفتر المتابعة هل هي مجدية ؟
يبدو أن المعلم في إتباعه مختلف وسائل الترهيب في ضبط التلاميذ حين يدخل الصف وفي يمناه العصا ، وتحت إبطه الأيسر دفتر الدرجات يكون قد وضع اللبنة الأولى في ذهن الطالب و الانطباع الخطير الخفي لدى الطالب بأن غاية التعليم هي نقل المعرفة و ليس حب المعرفة ، و الفرق بينهما كبير ، فالمعلم الناجح هو الذي يجعل من مادته أساس للانطلاق و الاستمرارية و ليس غايتها أن يحفظ و يجيد الطالب له ما أراد ، و بعدها فليحب المادة أو يكرهها " .ولكي يتمكن المعلم من إدارة صفه ، وضبط طلابه عليه أن يهتم بأمور يتوقف عليها نجاحه في هذا المسعى ، وإبداعه فيه ، ومن ذلك :
أولا : التخطيط للدرس
التهيؤ للدرس والإعداد له إعدادا ذهنيا قبل الوقوف أمام الطلاب أمر في غاية الأهمية ووسيلة من وسائل ضبط الصف ، لأن الفشل والإخفاق سيلازمان ـ لا محالة ـ المعلم الذي يدخل الصف قبل أن يتهيأ للموضوع الذي يروم تدريسه ، ونقصد بالفشل والإخفاق : تعثر أداء المعلم تعثرا يستلفت نظر الأذكياء من الطلاب إلى نواحي قصوره وضعفه ، كأن يغيب عن ذهنه بعض نقاط الموضوع ، أو أن يفتقد عنصر الإبداع ، أو عدم ربطه الأفكار ببعضها أو الإسهاب في عنصر على حساب آخر ليتفاجأ ـ أخيرا ـ بانتهاء زمن الحصة . ( حينما كنا طلاباً كان الكثير منا يتمنى أن يسمع جرس نهاية الحصة لدى المعلم الفلاني ، و لا نشعر بزمن الحصة مع المعلم الفلاني ، لماذا ؟)
ثانيا : توفير الجو المناسب للدرس :
جو الدرس يكاد يكون مقياسا لنجاح المعلم في إدارة صفه ، يظهر ذلك واضحا في إقبال الطلاب على الدرس ومتابعتهم للمعلم ، أو في انصرافهم وعصيانهم ، وفي ما يعلو وجوههم من طلاقة وبشر ، أو ما يغشاها من سأم وضجر . فحين يكون المعلم خفيف الظل حاضر الذهن نجد طلابه مندمجين بالدرس لا يشعرون بالوقت ، وإن يكن غير ذلك نجدهم خاملين منصرفين . وما على المعلم إذا أراد تهيئة جو مناسب لطلابه إلا أن يراعي نقاطا أهمها :
1- الحالة العامة للفصل :
من الضروري أن يلاحظ المعلم تهوية الفصل وإضاءته ونظافته ونظام المقاعد فيه مع بداية كل درس ، فكلما جادت حالة الفصل راق جوه وشجع على العمل ومن المستحسن أن يقوم المعلم نفسه ببعض هذه الأعمال ، كأن ينحني لرفع ورقة ملقاة لافتا نظر طلابه إلى ضرورة المحافظة على النظافة ، ضاربا لهم من نفسه أحسن الأمثال.
2-النظـام:
على المعلم أن يعود طلابه دخول الفصل والخروج منه بانتظام ، وطلب الإذن قبل الكلام ، وعدم السماح بالحديث لأكثر من شخص في وقت واحد ، وجمع الدفاتر وتوزيعها بهدوء ...إلخ " ولا يعني اهتمامنا بهذه المهارة أن نطالب بأن يصمت جميع الطلاب مركزين أعينهم على وجه المعلم ، لكننا نقصد أن يهيأ المعلم الجو المناسب للموقف التدريسي ، فيوفر الهدوء والانتباه عندما يتكلم ، ويوفرهما ـ أيضا ـ عندما يتكلم أحد الطلاب بإذن منه ، بينما يستمع الآخرون.
ا لمعلم التربوي هو المعلم الذي يترقب الطلاب دخوله ، و مدرس المادة هو الذي يتمنى الطلاب خروجه .
3- البشـاشـة .
من المسلم به أن طلاقة المحيا لها أثر لا ينكر في استهواء النفوس واجتذاب العقول والقلوب ، فوجه الإنسان يترجم مشاعره وأفكاره " فعلى المعلم أن يعير البشاشة كل أهمية واعتبار ، فيدخل الصف منشرح الصدر بادي النشاط ، يكلم طلابه بلطف ويحاورهم بأدب ، معمما الهدوء والطمأنينة ، ومبعدا كل ما من شأنه إثارة الخوف والاضطراب ، كي يقبلوا على الدرس بشوق ويتمكنوا من تلقي ما يدور في الصف .
4- التشـويق :
عامل التشويق يضفي على الصف البهاء والفعالية ، فيزيد تعلق الطلاب بالدرس ، ويزيد رغبة المعلم في التدريس ، إضافة إلى أن درجة التعلم تتوقف على قوة هذا العامل . ولإثارة عامل التشويق في نفوس الطلاب طرائق شتى ، منها :
استخدام وسائل الإيضاح ،وتقسيم الطلاب إلى مجموعات متنافسة ،وإرسال الطرفة المستملحة والنكتة المهذبة في حينها ،وإلقاء الطلاب للموضوع إلقاء يجسد المعنى ، وتمثيل بعض الفقرات كأن يكون أحد الطلاب دائنا والآخر مدينا ، أو يكون أحدهم مأذونا والثاني زوجا والثالث ولي أمر
ثالثا : ضبط الطلاب :
قدرة المعلم على إدارة الصف تبرز من خلال سيطرته على الطلاب ، حيث تبين مدى تأثير شخصيته في الهيمنة على الدرس " وقد دل الاختبار على أن قسما كبيرا من المعلمين يخفق في حياته التعليمية من جراء عجزه عن إدارة صفه وحفظ النظام فيه، وأثبت البحث العلمي أن هذه المقدرة أهم عامل في نجاح المعلم .
ومما
يعين
المعلم على
السيطرة على الصف ما يلي
:
1- وقوف المعلم :
يشرح المعلم درسه واقفا ، ولا يحسن أن يجلس أو يتجول بين الطلاب إلا نادرا ، لأنه إن جلس ساد الهرج والمرج وأفلت من يده الزمام ، وإن تجول حالت حركته دون تركيز الطلاب ، وفسح المجال أمام بعضهم للعبث والمخالفة .وقد يقول قائل : هل يقف المعلم ـ إذن ـ كالتمثال ؟ وأين يقف ؟ فنقول : أما كالتمثال فلا.. إذ يستطيع المعلم أن يقف وقفة معتدلة بكل حرية ، وله أن ينتقل من مكانه كلما دعت لذلك حاجة ، والأفضل أن يكون وقوفه في إحدى الزاويتين الأماميتين ، لأنه إن وقف في مكان غيرهما تعذر عليه رؤية الجميع .
1- وقوف المعلم :
يشرح المعلم درسه واقفا ، ولا يحسن أن يجلس أو يتجول بين الطلاب إلا نادرا ، لأنه إن جلس ساد الهرج والمرج وأفلت من يده الزمام ، وإن تجول حالت حركته دون تركيز الطلاب ، وفسح المجال أمام بعضهم للعبث والمخالفة .وقد يقول قائل : هل يقف المعلم ـ إذن ـ كالتمثال ؟ وأين يقف ؟ فنقول : أما كالتمثال فلا.. إذ يستطيع المعلم أن يقف وقفة معتدلة بكل حرية ، وله أن ينتقل من مكانه كلما دعت لذلك حاجة ، والأفضل أن يكون وقوفه في إحدى الزاويتين الأماميتين ، لأنه إن وقف في مكان غيرهما تعذر عليه رؤية الجميع .
2- صوت المعلم :
يجب أن يكون صوت المعلم معتدلا ، لا هو بالعالي الصارخ ، ولا الخافت غير المسموع ، كما يجب أن يكون سهلا لا لكنة فيه ولا تعقيد ، خاليا من كل عيب في النطق والإبانة والتعبير " . وعليه ألا يرسل صوته على وتيرة واحدة طوال الدرس ، بل يجعله مناسبا لمقتضى الحال ، يعلو تارة وينخفض أخرى ، ويشتد حينا ويلين حينا ، كي يثير انتباه السامعين ، ويدفع عنهم الملل والخمول.
3- الثواب والعقاب :
المعلم الناجح هو الذي يجعل لثوابه أو لعقابه قيمة ، ولا قيمة لأي منهما إن لم يهذب سلوك الطالب .
أما توجيه المثوبة أو العقوبة جزافا فلن يقدم شيئا بل سيؤخر . كما أن توجيه العقاب يجب أن يكون المرحلة الأخيرة التي يضطر إليها المعلم بعد أن يكون قد أعياه النصح والتوجيه ، وباءت محاولات الثواب بالفشل ، شريطة ألا تكون العقوبة بدنية ، وألا تمس كرامة الطالب ، ونقترح هنا استبدال كلمة (عقاب) بكلمة(إصلاح )ومن طرائق الإصلاح :النصح المستمر/ التحذير / التأنيب / الحرمان من الامتيازات / التوبيخ على انفراد / الإحالة لإدارة المدرسة / استدعاء ولي الأمر .....
ويجب أن يتذكر المعلم أن التلاميذ مختلفون
في أمزجتهم وطباعهم ، فهذا تكفيه الإشارة البسيطة ، وغيره الإرشاد أو التقريع ، مما يدعونا لمعرفة
طباعهم لنختار الطريقة المناسبة
لكل منهم .و هناك ملحوظة نود أن نشير إليها وهي أن بعضا من المعلمين يتخذ خصم الدرجات وسيلة من وسائل السيطرة على الصف ،
وهي طريقة غير مجدية ولا
عادلة ، نظرا للنتائج السيئة التي تنجم من اتباعها ، وأبرزها رغبة الطلاب عن الدرس وإضمارهم الكره للمعلم .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)